أخبار الرياضة وكرة القدم
رياضيون: المنشآت وزيادة المباريات ضرورة لتطوير المنظومة الكروية
أجرى التحقيق - هادي العنزي
أصبحت الرياضة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص علما قائما بذاته، كما أنها أضحت تجارة رائدة تستقطب ملايين المشاهدين، وتدر مئات الملايين، لتسهم بشكل فاعل في تنشيط اقتصاد العديد من البلدان، وقد شهد الدوري في المواسم الأخيرة تميزا ملحوظا، ورغم نجاح التجربة الجيدة فإنها تحتاج الى مزيد من العناصر الإدارية والفنية التي من شأنها أن تجعلها فاعلة أكثر. وقد شهدت رياضة كرة القدم قفزة نوعية في السنوات القليلة الماضية في العديد من الدول الشقيقة والصديقة، ولعل ذلك مرده إلى الاستثمار في المراحل السنية، ووضع معايير دقيقة للاعبين المحليين، وتأهيل المدربين، وعقد شراكات مع أندية أوروبية وآسيوية، فضلا عن زيادة الملاعب، وتحسين جودة أرضيتها، وكذلك تطبيق الحوكمة في الإدارة، وتأهيل الإداريين. «الأنباء» استطلعت آراء عدد من أهل الخبرة والاختصاص في كرة القدم والرياضة الكويتية عامة، لتتعرف
من خلالهم على أفضل السبل الواجب اتباعها لتطوير المنظومة الكروية عامة، والدوري الممتاز بشكل خاص، والتعرف على الأسس الرئيسية التي من شأن الأخذ بها أن يسهم في تطوير الدوري، والكرة الكويتية عامة، مما يعود بفوائد عديدة على «الأزرق» بمختلف مراحله السنية.
في البداية، اقترح قائد منتخبنا الوطني الأسبق والفريق الأول لكرة القدم بنادي الكويت سعد الحوطي إقامة الدوري الممتاز من 8 فرق، لتكون المباريات أكثر تنافسية، وقال: «جربنا نظام الدوري من مرحلتين، بمشاركة 10 فرق، ولعل من الأفضل تجربة إقامة الدوري الممتاز بـ 8 فرق فقط، شريطة إقامتها من 3 مراحل مختلفة، لتكون المسابقة أكثر تنافسية، لمزيد من المباريات، وإعطاء الفرصة بالتساوي لجميع الأندية، كما يفضل زيادة المكافأة المالية للفرق الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى، بالإضافة إلى جوائز تشجيعية، مثل التكفل بإقامة معسكر تدريبي متكامل للفريق صاحب المركز الثاني أو الثالث».
وشدد الحوطي على أن تطوير الكرة الكويتية يأتي بالدرجة الأولى من الأندية، وليس اتحاد الكرة، مبينا ان الاستعانة بمدرين على قدر عال من الكفاءة الفنية للمراحل السنية ضرورة قصوى، على أن تأخذ الأجهزة الفنية فرصتها كاملة، لتنفيذ الخطة الموضوعة بكافة مراحلها، والأمر لا يقتصر على الأجهزة الفنية فقط، بل يتعداه إلى الجانب الإداري، الذي بحنكته يستطيع غرس المفاهيم الرياضية الرفيعة في نفوس اللاعبين، مؤكدا انه يجب على الهيئة العامة للرياضة وبالتعاون مع الأندية إقامة محاضرات توعوية للاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، بحيث يعرف اللاعب حقوقه وواجباته جيدا، وفق خطة واضحة للأندية، مشددا على ضرورة ألا يزيد عدد المحترفين على 5 لاعبين كحد أقصى، كما يجب توفير الملاعب بعدد كاف لجميع الفرق.
من جهته، ذكر المدرب الوطني صالح العصفور أن السبب الرئيس وراء عدم تطور الكرة الكويتية بشكل عام يرجع إلى سوء التخطيط، وعدم رؤية منهجية واضحة، والاستفادة من التجارب الرياضية الناجحة في الدول الشقيقة والصديقة، وإضافة تعديلات عليها أو تحسينها بما يتناسب مع البيئة الرياضية الكويتية، وقال: «فيما يتعلق بتطوير الدوري فيجب على الاتحاد بالدرجة الأولى وضع برنامج ثابت ومحدد، دون تغيير أو تأجيل أو إيقاف مفاجئ من شأنه أن يربك حسابات الفرق المشاركة، مما يؤثر سلبا على أدائها في المباريات، والأمر لا يقتصر على الاتحاد فقط، فالملاعب الرياضية يجب أن تكون متوافرة على الدوام لإقامة التدريبات أو المباريات عليها، من دون توقف بسبب الصيانة أو لأسباب أخرى». وطالب بضرورة احترام النظم واللوائح المنظمة والسلوك العام.
وأشار العصفور إلى أن المحترف الجيد يسهم بتطوير الفريق الذي يشارك في صفوفه، والعكس صحيح، وعليه يجب التعاقد مع لاعبين محترفين على قدر عال من الكفاءة الفنية، كما يجب ألا يزيد عددهم على 5 محترفين كحد أقصى، بالإضافة إلى زيادة عدد المباريات لخلق أجواء تنافسية، وتطوير القدرات الفنية والبدنية للاعبين.
بدوره، قال مدير منتخبنا الوطني ورئيس جهاز الكرة بنادي كاظمة السابق منصور التنيب ان التطوير يعتمد على العديد من العوامل المهمة، و«لرفع المستوى الفني والبدني نحتاج إلى زيادة عدد مباريات الدوري، وعليه يفضل أن يقام بنظام 3 أقسام، فيما تقام مسابقة كأس سمو ولي العهد بنظام المجموعتين، بينما يلعب كأس سمو الأمير بنظام الذهاب والإياب، وهذا من شأنه زيادة عدد المباريات، مما يترتب عليه رفع المستوى الفني والبدني، الأمر الذي يجعل المباريات أكثر تنافسية بين الفرق المشاركة، كما يجب معاملة اللاعبين «مواليد الكويت» كمحترفين، لإتاحة الفرصة لمشاركة عدد أكبر من اللاعبين المحليين»، مشددا على ضرورة اتخاذ مزيد من التدابير القانونية بشأن الأجهزة الإدارية للفرق المشاركة، بما يضمن معه عدم التأثير على سير المباريات.
وأشار التنيب إلى أن التطوير الرياضي بمنظوره العام مسؤولية مشتركة بين الأندية والاتحادات الرياضية، كما يتطلب مزيدا من التنسيق والتعاون بين جميع المؤسسات الرياضية، مضيفا ان المنشآت الرياضية تعد الركيزة الأساسية للتطوير الرياضي، فمن دونها لن نستطيع توفير بيئة رياضية متكاملة للاعبين.
المصدر: جريدة الأنباء و موقع كل يوم
٠٩-٠٧-٢٠٢٥
* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.
* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.