أخبار الرياضة من مصر

أخبار الرياضة وكرة القدم

تاريخنا الرياضي المشرق والحاضر المتعثر


تاريخنا الرياضي المشرق والحاضر المتعثر

أخبار الرياضة

أخبار الرياضة من لبنان

٢٩-١٠-٢٠٢٥

من المؤسف أن بعض من في إداراتنا الرياضية لا يرَون في التاريخ إلا أرشيفاً يُعلّق على الجدران أو يُستعرض في المناسبات، يتفاخرون بالصور القديمة، ويستحضرون البطولات الماضية، كأنها إنجازات شخصية خالدة، فيما الواقع يصرخ أن تلك الأيام كانت أفضل لأن رجالها كانوا أصدق، وأن الرياضة لم تتقدّم خطوة لأن البعض منهم اكتفى بالحفظ ولم يحاول التعلم، بينما "الجهادي" يكافح ويعتلي المنصات.

التاريخ ليس مجموعة تواريخٍ وأسماءٍ وألقابٍ، بل هو مختبر التجارب الذي يُفترض أن يُرشدنا نحو المستقبل. كم من تجربة رياضية ناجحة في الماضي أُهملت دروسها لأن الإداريين الجدد ظنّوا أنهم أذكى أو أكثر فهماً، فوقعوا في الأخطاء نفسها؟ وكم من إخفاقٍ تكرّر لأن أحداً لم يجرؤ على قراءة العِبَر بدل الاكتفاء بسرد الأحداث؟

حين نُمعن في مسار رياضتنا اللبنانية، نرى أن التراجع ليس في الإمكانات ولا في المواهب، بل في العقول التي تدير، نُعيد تدوير الأسماء، نُكرّر الخطط الفاشلة، ونُبرّر الأخطاء بالشعارات. في المقابل، لا أحد يجلس مع نفسه ليسأل: ماذا علّمتنا التجارب السابقة؟ وكيف نمنع تكرار الخيبات؟

إنّ الإداري الرياضي الذي لا يقرأ التاريخ بعين ناقد، هو كمدرّبٍ يُعيد المباراة نفسها متوقعاً نتيجةً مختلفة، فالحكمة ليست في الحفظ، بل في الفهم، في الجرأة على الاعتراف بأننا أخطأنا، وأن المستقبل لا يُبنى بالحنين، بل بالتصحيح والتخطيط.

التاريخ الحقيقي ليس ما كان، بل ما يُلهمنا أن نكون. ومن لم يتعلّم من ماضيه، سيبقى رهينة فشلٍ يُعيد إنتاجه كل موسم، وكل إدارة، وكل جيل.

أيها الإداريون الرياضيون، كفّوا عن التفاخر بما لم تصنعوه، وعن تعليق صور البطولات التي لم تساهموا فيها! كفى حديثاً عن "الأمجاد الماضية" وأنتم عاجزون عن صناعة مجدٍ جديد. أنتم مطالبون اليوم لا أن تحفظوا التاريخ، بل أن تتعلّموا منه، لتكفّوا عن تكرار الأخطاء ذاتها والوعود ذاتها والشعارات الرنانة الفارغة ذاتها.

كفى تبريراً بالعجز، وكفى إدارةً بالتقليد. التاريخ لا ينتظر المتقاعسين ولا يُنصف المتواكلين، بل يخلّد من تعلّم وغيّر وصنع الفارق.

إستيقظوا قبل أن تُسجَّل أسماؤكم في صفحات النسيان، بين من قرأوا التاريخ ولم يفهموه.

نستذكر كلام الإمام علي عليه السلام: "من شاور الرّجال شاركها في عقولها، وأعقل الناس من أضاف عقول الناس على عقله"... فإتعظوا. عبدو جدعون

المصدر: ملعب و موقع كل يوم

٢٩-١٠-٢٠٢٥


* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.