أخبار الرياضة وكرة القدم
إبراهيم العرجات.. لاعب كرة جريح في انتظار "كرسي متحرك"

القصص الإنسانية في غزة تكاد لا تنتهي، من جراء حرب الإبادة المستمرة منذ 22 شهرا، وإحدى الروايات المأساوية تلك التي يعيشها لاعب كرة القدم، الذي يعاني أوضاعا معيشية صعبة، نتيجة غياب مصدر دخله، وتفشي المجاعة، ما جعله يخاطر بحياته بحثا عن لقمة لعائلته.
وشهدت الفترة السابقة استشهاد وإصابة العديد من الرياضيين، وهم ساعين وباحثين عن تأمين لقمة العيش، من خلال التوجه لما يسمى مراكز المساعدات الإنسانية، لكن رصاصات المحتل تصوب نحوهم فتقتل وتصيب من تجد في طريقها.
إبراهيم العرجات (27عاماً) لاعب فريق كرة القدم بنادي خدمات رفح، يقضي وقته تحت خيمته في مواصي خانيونس، يتألم ويتحسر على ما حصل له، بعدما أصيب بطلقات نارية من قناص إسرائيلي في قدميه وبطنه أثناء انتظاره على بوابة " مصائد الموت "في شارع الطينة جنوب خانيونس، أفقدته القدرة على الحركة كما كان سابقاً.
نجا العرجات من الموت بأعجوبة حين نجحت الطواقم الطبية في انعاشه، حيث أجريت له عدة عمليات جراحية أعادته للحياة جديد، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من مفارقتها.
الفريق الطبي في مستشفى ناصر، اضطر لتركيب بلاتين في قدمي إبراهيم، وتم إخباره بصعوبة العودة لممارسة لعب كرة القدم من جديد.
العرجات كان لاعبا مميزا يركض في جميع أنحاء الملعب يمرر ويرسل الكرات باتقان، ويصنع الهجمات والفرص ويسجل الأهداف أيضا، لكنّه أصبح اليوم عاجزا عن الحركة، لا يغادر سريره إلا بصعوبة بالغة، وكل أمله بات الحصول على كرسي متحرك يسهل عليه عملية التنقل.
العرجات الحاصل على شهادة البكالوريوس تخصص الهندسة المعمارية من الجامعة الإسلامية، اضطر مرغما على التوجه لمصيدة الموت، بعد أن جاعت أسرته المكونة من 5 أفراد، في ظل الغلاء الفاحش والأسعار المرتفعة، وعدم توفر السلع والمواد التموينية، وإذ بجنود الاحتلال الإسرائيلي يفتحون الأسلحة الرشاشة بدون تحذير أو سابق إنذار ، ليخترق قدميه وبطنه ثلاثة رصاصات، مما أفقده الوعي.
لا تقتصر معاناة العرجات على الألم الجسدي فحسب، بل تتضاعف يومًا بعد يوم، مع غياب الدعم النفسي والصحي، وعدم توفر العلاج اللازم.
تقول زوجته لـ "فلسطين أون لاين" بصوت مثقل بالألم:" عاجزون عن توفير مستلزماته العلاجية اليومية والعاجلة، ولا نجد من يعيننا أو يحتضن وجعنا".
وتضيف: "حتى الغذاء الصحي لا يتناوله، فإمّا أنه غير متوفر أو لا نملك ثمنه، كيف سيتحسن صحيًا وهو بهذا الحال؟ ولا نملك المال، حتى المواصلات أتعبتنا من كثرة التنقل من مستشفى لأخر ومن عيادة إلى أخرى".
قصة العرجات ليست استثناءً، بل واحدة من مئات القصص التي تحتضنها أروقة المستشفيات في قطاع غزة، لجرحى ينتظرون فرصة للعلاج والتأهيل، بسبب نقص الإمكانات والحصار والحرب المستمرين، اللذان يقفان حاجزًا صلبًا أمامهم يحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية: "الحق في الحياة".
المصدر: فلسطين أون لاين و موقع كل يوم
١٣-٠٨-٢٠٢٥
* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.
* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.