أخبار الرياضة من موريتانيا

أخبار الرياضة وكرة القدم

الدوري الإيطالي .. كيف تحول إلى بطولة «المعاشات»؟


الدوري الإيطالي ..  كيف تحول إلى بطولة «المعاشات»؟

أخبار الرياضة

أخبار الرياضة من الاردن

٢٩-٠٩-٢٠٢٥

كان الدوري الإيطالي في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي وحتى بداية الألفية الحالية هو الأقوى في العالم بلا منازع.

الدوري الإيطالي كان يسمى "جنة كرة القدم"، حيث كان يضم أفضل النجوم، أقوى المنافسات، وملاعب ممتلئة بالجماهير العاشقة للساحرة المستديرة.

حقبة ذهبية للدوري الإيطالي

في تلك الفترة لم تكن المنافسة محصورة في فريقين أو ثلاثة فقط، بل كان الصراع مفتوحاً كل موسم بين أكثر من نادٍ. حتى لاتسيو وروما – قطبا العاصمة – تمكنا من الفوز باللقب في عامي 2000 و2001.

لماذا أُلغيت ركلة جزاء أرسنال ضد نيوكاسل؟ (فيديو)

ولم يقتصر الأمر على الأندية، بل شمل اللاعبين أيضاً. ففي أواخر ثمانينيات القرن الماضي احتكر نجوم ميلان المراكز الأولى بين المتنافسين على جائزة الكرة الذهبية.

مودريتش ودي بروين

وكان الهولندي ماركو فان باستن يتفوق على زملائه ليحصد الجائزة مرتين متتاليتين في عامي 1988 و1989، حيث استطاع الفوز بها في المرة الأولى متفوقاً على زميليه رود خولين وفرانك ريكارد، بينما تفوق في المرة الثانية على فرانكو باريزي ورود خوليت.

فضيحة "الكالتشيوبولي".. بداية الانهيار

لكن، كما يقولون، لكل مجد نهاية. ففي عام 2006، اهتزت صورة الدوري الإيطالي بفضيحة "الكالتشيوبولي".

التسجيلات الهاتفية كشفت عن تورط أندية كبرى في التأثير على الحكام، لتكون العقوبات صارمة أبرزها على يوفنتوس الذي عوقب بالهبوط إلى الدرجة الثانية، وسُحب منه لقبان.

«وضعنا الضغط على ريال مدريد».. فليك يشعل حرب الليغا

المفارقة أن العام نفسه شهد تتويج منتخب إيطاليا بكأس العالم في ألمانيا، لتكون لحظة مجد للمنتخب، مقابل سقوط مدوٍّ للأندية.

بعدها استمرت المنافسة محلياً بعض الشيء، وبلغت ذروتها مع إنتر ميلان الذي حقق الثلاثية التاريخية عام 2010 بالفوز بالدوري الإيطالي وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا. لكنها كانت الشرارة الأخيرة قبل الانهيار.

صعوبات كبرى

منذ ذلك الوقت بدأت الأزمات المالية تحاصر الأندية الإيطالية، وأصبحت غير قادرة على مجاراة أموال الدوري الإنجليزي الممتاز أو الدوري الإسباني، ولا حتى باريس سان جيرمان في فرنسا.

بالفعل، لم يعد الدوري الإيطالي قادراً على جلب النجوم في ذروة عطائهم، وبدلاً من ذلك صار يجذب لاعبين في أواخر مسيرتهم.

ولهذا وُصف الكالتشيو بأنه «بطولة المعاشات»، لأن الأسماء الكبيرة باتت تأتي إلى المسابقة، أبرزها انتقال البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس من ريال مدريد عام 2018 وهو في عمر ثلاثة وثلاثين عاماً.

دليل آخر وهو أن الصورة الأبرز لقمة ميلان ونابولي الأخيرة، كانت للوكا مودريتش صاحب الـ40 عاماً وكيفن دي بروين البالغ 34 عاماً.

وحتى على المستوى القاري، تكشف النتائج عن حجم التراجع. فمنذ ثلاثية إنتر في 2010، لم ينجح أي فريق إيطالي في الفوز بدوري الأبطال. أقصى ما وصلوا إليه كان بلوغ النهائي، كما فعل إنتر أمام مانشستر سيتي في 2023، ثم أمام باريس سان جيرمان في 2025.. وخسر في المرتين.

اليوم ما زالت جماهير الكالتشيو تعيش على أمل العودة. الدوري يحتفظ بأسماء عريقة مثل ميلان، وإنتر، ويوفنتوس، وروما، ونابولي.. لكن التحديات أكبر من أي وقت مضى. المنافسة الأوروبية تتطلب أموالاً وإدارة وتسويقاً قوياً، وهي أمور تحتاج إلى وقت طويل.

من الذهب إلى المعاشات، ومن القمة إلى المعاناة.. هذه قصة الدوري الإيطالي. ويبقى السؤال: هل سيعود الكالتشيو إلى عرشه كأقوى دوري في العالم؟.

المصدر: وكالة جراسا الاخبارية و موقع كل يوم

٢٩-٠٩-٢٠٢٥


* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.