أخبار الرياضة وكرة القدم
مارادونا: شاغل الناس ومالئ الدنيا

بينما كنت أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بحثًا عن أخبار البطولات الرياضية، لفت إنتباهي منشور بسيط يحمل صورة دييغو مارادونا، مرفقة بعبارة "يوم لاعب كرة قدم سعيد". دفعتني هذه العبارة إلى الغوص أكثر في عالم أسطورة كرة القدم الّذي إجتاز حدود المستطيل الأخضر بطريقة قلّة قليلة أنجزتها. إليكم ثلاثة أمور إرتبط إسم مارودنا بها.
يوم لاعب كرة القدم الأرجنتيني
إحتفل الأرجنتينيون يوم الأحد الفائت، 22 حزيران، بهذا اليوم الوطني، وهو تقليد قديم في بلاد التانغو يعود أصله إلى 14 أيار 1953 عندما سجّل أرنيستو غريلو، لاعب بوكا جونيورز السابق، هدفًا مميزًا لُقّب بـ"الهدف المستحيل"، في مباراة ودية غير رسمية بين الأرجنتين وانكلترا. أصبحت واقعة "المونيمونتال" مدعاة فخر وطني يُحتفل بذكراها سنويًا في 14 أيار، تحت مسمّى "يوم لاعب كرة القدم".
لكن لا يمكن الحديث عن هذه المناسبة من دون ذكر مارادونا الذّي طبع ذاكرة اللعبة الشعبية الأولى بأسلوبه العبقري. في 22 حزيران 1986، دخل نجم الألبيسلستي التاريخ من بابه العريض عندما روّض منتخب الأسود الثلاثة وسجّل هدفين من الأجمل هما "يد الله" و"هدف القرن". أعادت الأرجنتين بهذا الفوز الإعتبار إلى نفسها بعد هزيمتها العسكرية في حرب المالوين (الفولكلاند) عام 1982. قبل ثلاثة أشهر من وفاته، كرّمه الاتحاد الأرجنتيني تكريمًا أخيرًا حين عدّل موعد هذا العيد ليصادف يوم 22 حزيران، تاريخ أعظم إنجازاته الكروية.
الكنيسة المارادونية
تُعدّ "الكنيسة المارادونية" أشبه بنادٍ للمعجبين دفعهم عشقهم الشديد لمارادونا إلى رفعه إلى مصاف الآلهة على غرار ما يقوم به جمهور نجم الروك ألفيس بريسلي. أسس هذه الجماعة ثلاثة أصدقاء في مدينة روزاريو الأرجنتينية في تسعينيات القرن الماضي وهم أليخاندرو فيرون وهيكتور كامبومار وهيرنان آميز. فبحسب مقال نشرته البي بي سي عام 2021، يعتبرون أتباعها أنّ مارادونا شغفهم الأعظم في الحياة ويصفون أنفسهم بـ"رسل" ينشرون إرثه حول العالم. تُقام طقوسهم بطريقة تحاكي الطقوس المسيحية، من صلوات إلى قداديس، ولديهم "عشر وصايا" أبرزها: حب كرة القدم فوق كل شيء، وتسمية الابن البكر "دييغو". وييُقدّر عدد أتباع هذه "الكنيسة" بعشرات الآلاف، وهم منتشرون في الأرجنتين، والبرازيل، والمكسيك، وإيطاليا، وإسبانيا، وغيرها من دول العالم.
نظرية مارادونا النقدية
في عام 2005، إستحضر اللورد ميرفن كينغ، محافظ بنك إنكلترا السابق، في كلمة أمام الجمعية الاقتصادية البريطانية أداء مارادونا في مباراة ربع نهائي مونديال 1986 ضدّ إنكلترا لتفسير آليات السياسة النقدية المعاصرة. شبّه الهدف الأوّل وهو هدف "يد الله" بالنهج القديم للمصارف المركزية، القائم على الغموض والعشوائية. أمّا فقد إعتبر الهدف الثاني وهو "هدف القرن" بمثابة إستعارة تظهر فعاليّة التوجيه الاستباقي في السياسة النقديّة. تغلّب مارادونا على المدافعين الانكليز من دون تغيير مساره لانّه إستبق ردّة فعلهم وتمكّن بمجرد التلميح الحدّ من فعاليتهم وهكذا يمكن أن تفعل البنوك المركزيّة. باتت هذه النظرية تُعرف بـ"نظرية مارادونا لأسعار الفائدة".
يبقى فتى لانوس الذهبي ظاهرة إنسانية فريدة تركت بصمة لن تتنسى لأجيال قادمة بل لعقودٍ لاحقة. كريستيان الضاهر
المصدر: ملعب و موقع كل يوم
٢٨-٠٦-٢٠٢٥
* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.
* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.