أخبار الرياضة وكرة القدم
النجمة والأنصار يعيدان الحياة إلى مدينة كميل شمعون الرياضية

في حدث رياضي يحمل أبعادًا وطنية ورمزية، تحتضن مدينة كميل شمعون الرياضية يوم الجمعة مباراة ديربي كرة القدم اللبنانية بين النجمة والأنصار، بحضور رئيس الحكومة القاضي نواف سلام وبرعاية رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، إيذانًا بعودة هذا الصرح الرياضي إلى الحياة بعد ست سنوات من الإقفال.
وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحافي حاشد عقدته وزيرة الشباب والرياضة الدكتورة نورا بايراقداريان في قاعة كبار الزوار داخل المدينة، بمشاركة رسميين وإعلاميين وممثلين عن الأندية والاتحادات الرياضية.
وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أكدت وزيرة الشباب والرياضة اللبنانية الدكتورة نورا بايراقداريان أن إعادة افتتاح مدينة كميل شمعون الرياضية لا تمثل فقط إنجازًا في المجال الرياضي، بل هي انعكاس لبداية صفحة جديدة في تاريخ لبنان، بدأت مع انتخاب فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، واستُكملت برؤية دولة الرئيس القاضي نواف سلام، وهي رؤية تنطلق من أسس واضحة تقوم على الإصلاح والبناء المؤسساتي.
وأضافت الوزيرة أن هذه العودة تشكل جزءًا من الأهداف الوطنية التي وضعتها الحكومة اللبنانية، والتي شاركت وزارة الشباب والرياضة في تحقيقها من خلال جهود حثيثة وظروف دقيقة، مؤكدة أن افتتاح المدينة سيُتوّج بمباراة يوم الجمعة بين فريقي النجمة والأنصار، برعاية رئيس الجمهورية وحضور رئيس الحكومة، وهو ما يشكل محطة رمزية في مسار النهوض الرياضي.
وأشارت إلى أن هذه المباراة ستكون الخطوة الأولى ضمن رؤية أوسع تعتمد على ما أسمته بـ«ديبلوماسية الرياضة»، والتي تهدف إلى تعزيز علاقات التعاون والتبادل الرياضي مع الدول العربية الشقيقة. وأعربت عن فخرها بأن يشهد لبنان تنظيم أنشطة رياضية من هذا النوع، مؤكدة أن هذا المسار يشكّل أولوية للوزارة في المرحلة المقبلة.
وفيما يخص مستقبل مدينة كميل شمعون الرياضية، أوضحت بايراقداريان أن الوزارة وجّهت دعوة إلى مستشار فرنسي متخصص للاستفادة من خبراته الفنية والتقنية بهدف وضع تصور شامل لتطوير المدينة، لكن لا يوجد حتى الآن تاريخ محدد لوصوله، إذ لا تزال الوزارة بانتظار الرد الرسمي من الجانب الفرنسي.
وقالت وزيرة الشباب والرياضة "هكذا تعرضت مدينة كميل شمعون الرياضية لإهمال كبير، ولا مبالاة، حتى أن البعض لم يؤمن أنها يمكن أن تعود الى الحياة في وقت قريب، لكنها اليوم باتت جاهزة لاستقبال أول مباراة، وستكون عصر يوم الجمعة 23 أيار الجاري، في تمام الساعة 4.45، في لقاء افتتاحيّ بين ناديي النجمة والأنصار ضمن بطولة لبنان، يرعاه فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ويحضره رئيس الحكومة القاضي نوّاف سلام، علماً أن قاعة كرة السلة باتت جاهزة لاستقبال المباريات أيضاً".
أما بالنسبة للمرافق الرياضية الأخرى، والتي وصفتها بـ«المدن الرياضية»، فقد كشفت الوزيرة عن سلسلة مشاريع قيد التحضير، من بينها تطوير منشأة مرجبيل الرياضية لتصبح منصة تجمع اللبنانيين المغتربين والمقيمين من خلال أنشطة رياضية وثقافية.
كما أشارت إلى وجود تواصل مع فريق أوروبي من أجل دراسة إمكانية إعادة تأهيل ملعب طرابلس، لكنها أوضحت أن المشروع لا يزال في مراحله الأولية، وحين تتوفر الظروف الملائمة، سيتم العمل على تطوير سائر المنشآت تدريجيًا وبحسب الإمكانيات.
بدوره، قال المدير العام للمؤسسة العامة للمنشآت الرياضية الدكتور ناجي حمود، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن مدينة كميل شمعون الرياضية أصبحت مهيأة لاستضافة المباريات المحلية بعد انتهاء المرحلة الأولى من أعمال الصيانة، إلا أن العائق الوحيد المتبقي حالياً أمام استضافة المباريات الدولية يتمثل في غياب الإضاءة المطابقة للمواصفات العالمية.
وأوضح حمود أن كلفة تأهيل نظام الإضاءة تقدر بنحو 400 ألف دولار، وهي خطوة ضرورية لتأمين الجهوزية الكاملة لاستقبال المباريات الرسمية الدولية. وأضاف أن أعمال الصيانة التي نُفذت شملت أرضية الملعب بشكل كامل، إلى جانب غرف الملابس، مقاعد اللاعبين، النفق المؤدي إلى أرض الملعب، إضافة إلى شبكتي الكهرباء والمياه وكافة العناصر الأساسية المطلوبة لأي مباراة رسمية.
وأشار إلى أن المؤسسة العامة للمنشآت قامت بهذه الأعمال بجهود لبنانية بحتة ومن خلال إمكانيات مالية محدودة، مؤكدًا أن ما تحقق في الفترة الأخيرة هو ثمرة لإيمان عميق بأن المرفق العام يجب أن يُدار بعقلية الخدمة الوطنية، لا بعقلية الإدارة الروتينية أو المصالح.
وختم حمود بالإشارة إلى أن عملية إعادة التأهيل تمت خلال فترة قصيرة نسبيًا، وتُعد نموذجًا على ما يمكن تحقيقه حين تتوفر الإرادة الصادقة والتعاون بين المؤسسات.
يُعد افتتاح مدينة كميل شمعون الرياضية محطة مفصلية في مسار استعادة لبنان لدوره الرياضي الوطني، إذ تعود هذه المنشأة العريقة لتمنح اللبنانيين مجددًا مساحة جامعة تجسّد الروح الرياضية والوحدة الوطنية. تأسست المدينة عام 1957، ثم أعيد بناؤها في العام 1997 لتكون رمزًا للنهوض بعد الحرب، ومنذ ذلك الحين باتت معلمًا رياضيًا بارزًا في قلب العاصمة بيروت.
تتّسع المدينة لحوالي 49 ألف متفرج، ما يجعلها الأكبر في لبنان، وقد احتضنت على مدى العقود الماضية أبرز المحطات الرياضية في تاريخ البلاد، من بينها دورة الألعاب العربية عام 1997، والافتتاح الرسمي لبطولة كأس آسيا عام 2000. واليوم، ومع إعادة تشغيلها بعد سنوات من التوقف، تؤكد المدينة أن الرياضة ستبقى دائمًا جسرًا للعبور نحو الأمل، مهما اشتدت الأزمات.
Like our kataeb.org Facebook Page
المصدر: الكتائب و موقع كل يوم
٢٢-٠٥-٢٠٢٥
* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.
* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.