أخبار الرياضة وكرة القدم
تقرير من جباليا إلى نجومية كأس العرب.. محمد صالح صخرة دفاع "الفدائي"
شهدت بطولة كأس العرب 2025 لكرة القدم التي اختتمت مؤخراً في دولة قطر، تألقاً لافتاً لمدافع المنتخب الفلسطيني محمد صالح، الذي كان بمنزلة صمام الأمان لـ"الفدائي"، وخطف الأضواء بقوته وروحه القتالية العالية.
وشارك صالح أساسياً في جميع مباريات "الفدائي" سواء في البطولة أو في مباراة التصفيات، وذلك أمام منتخبات ليبيا وقطر وتونس وسوريا والسعودية، وقدّم مردوداً مميزاً، نال على أثره إشادة كبيرة من المحللين والنقاد العرب.
صالح ابن مخيم جباليا، جسّد بأدائه المميز وروحه القتالية، إصرار أهالي غزة على الصمود والإرادة والتحدي مهما كانت الظروف، إذ كان يتألق في الملاعب ويقدّم أفضل ما لديه، في وقت تعيش أسرته ظروفاً قاسية في غزة وتعاني الأمرين بعد حرب الإبادة التي دمرت كل مناحي الحياة في القطاع.
بملامح وجهه الحادة وجديته وتصريحاته بعد كل مباراة، كان محمد صالح سفيراً فوق العادة لغزة في ملاعب قطر، إذ لم تغب معاناة أهله وأقربائه وأصدقائه وجيرانه في القطاع المكلوم عنه لحظة واحدة.
يقول صالح (32 عاماً) إن تحقيق "الفدائي" نتائج جيدة في كأس العرب كان بمثابة نافذة بسيطة لرسم الفرحة على شفاه أبناء الشعب الفلسطيني، بعد عامين من حرب الإبادة التي دمرت كل شيء في غزة، بما في ذلك منزل عائلته.
ويشير إلى أن مشاهد المعاناة في غزة ولا سيما رؤية مياه الأمطار وهي تجرف خيام النازحين كانت مؤلمة جداً له ولزملائه اللاعبين في المنتخب، ولم يغب ذلك قط عن مخيلتهم خلال المباريات.
ويؤكد أن تلك المشاهد شكّلت دافعاً إضافياً للقتال في كل مباراة من أجل الفوز وإهدائه للجماهير الفلسطينية التي حرصت على متابعة مباريات "الفدائي" بين الخيام وركام المنازل المدمرة.
إشادة كبيرة
على الصعيد الفني كان محمد صالح محط أنظار الجميع في كأس العرب وأشاد العديد من النقاد والنجوم السابقين به ومن بينهم أسطورة الكرة السعودية سامي الجابر، الذي رشحه للعب في الدوري السعودي.
كذلك كال المعلق التونسي الشهير عصام الشوالي عبارات المديح لصالح، مؤكداً أنه يمتلك كاريزما قوية وخصالا حوّلته من مجرد لاعب كرة قدم إلى مقاتل داخل أرض الملعب.
وإلى جانب دوره الدفاعي القوي ودفاعه المستميت عن المرمى الفلسطيني، ساهم صالح – لاعب الريان القطري – بشكل لافت في الجانب الهجومي وبناء الهجمات، وهو ما عزز من قيمته الفنية وجعله أحد أبرز اكتشافات البطولة.
ويملك صالح مسيرة كروية لافتة، إذ بدأ رحلة الاحتراف خارج غزة مبكراً، بعد تألقه بداية مع فريق غزة الرياضي، قبل الانتقال إلى المحافظات الشمالية والدفاع عن ألوان أهلي الخليل.
بعد ذلك كانت رحلة الاحتراف خارج فلسطين، بانتقاله إلى فلوريانا المالطي عام ٢٠١٨، ثم بدأ سلسلة تجارب في الدوري المصري بدأها مع النادي المصري البورسعيدي وفيه قدّم مستويات مبهرة، ثم انتقل إلى ناديي إستر كومباني والاتحاد السكندري، قبل أن يعاني من إصابة قوية أبعدته عن الملاعب عاماً كاملاً.
لكن صالح وبإصراره المعهود رفض الاستسلام وأصر على إكمال المسيرة، فعاد بقوة من بوابة نادي معيذر القطري ثم نادي الريان، ومعه استعاد بريقه وقدم أفضل مستوياته، ليستحق التواجد في صفوف "الفدائي" ويجسّد هذا اللقب للمنتخب عملياً بروحه القتالية منقطعة النظير.
المصدر: فلسطين أون لاين و موقع كل يوم
٢١-١٢-٢٠٢٥
* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.
* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.