أخبار الرياضة من العراق

أخبار الرياضة وكرة القدم

‏الشهيد صالح حنتوس.. الإنجاز والموقف!


‏الشهيد صالح حنتوس..  الإنجاز والموقف!

أخبار الرياضة

أخبار الرياضة من اليمن

٢٠-٠٨-٢٠٢٥

في مقالةٍ سابقةٍ لي، قلت: الحياة هي "الإنجاز"؛ أمّا ونحن بصدد الحديث عن الشهيد البطل صالح حنتوس، فأستطيع أن أضيف: "الموقف" إلى جانب "الإنجاز"؛ ذلك لأنّ شهيدنا الكبير كان النموذج الذهبي للإنجاز وللموقف معًا.

77.235.62.132

الإنجاز

كانت حياة الرجل كفاحًا وهمّة وجدًا واجتهادًا، وهذه من سماتِ الشخصيّة الإيجابيّة المتفائلة التي لا تعرفُ العجزَ أو التواكل أو التذمر، كعادة الشخصيّة السلبيّة التي تتنبأ بالفشل في مشاريع النجاح. حفرَ في صخورِ المتاعبِ والصعوباتِ من وقتٍ مبكرٍ في حياته، مستمدًا صلابته من صلابةِ جبالِ ريمة الشّمّاء، مجتازًا عقباتها الكأداء، في قصة كفاح ناجحة وملهمة، ما أحوج أجيال اليوم لاستلهام مضامينها والبناء عليها..!

في الحقيقة لم أكن من رفاقِ الشهيد، أو معارفه القريبين منه حتى أتحدثَ عنها باستفاضة، كانت معرفتنا محدودة؛ لكني عرفت عنه أكثر من خلال رفاقه وأصدقائه، ومن خلال محددٍ رئيسي آخر، سأذكره لاحقا. ويكفي أنه استطاع تخليد اسمه في ذاكرة الأجيال بما أنجز في مجال العمل الخيري، وفي مجال تدريس القرآن الكريم وعلومه. ومن شرف القرآن الكريم اكتسبَ الرجل شرف التخليد، معلمًا ومربيًا ومصلحًا اجتماعيا. يشهد له بذلك كلُّ من عرفه، فألسنة الخلق أقلام الحق، كما يقول المتصوفة.

الموقف

أشرتُ سابقا إلى معرفتي المحدودة بالرجل في العام 2010م، بمنزل أستاذنا الكبير شاكر الهتاري، في صنعاء، وتتالت بعضُ لقاءاتٍ في مجالسَ عامة، حتى كانت "التغريبة الجديدة" في 2014م التي ألقت باليمنيين خلف البحار والمحيطاتِ، بسبب جائحة الكهف الحوثية، ولم أسمع به إلا في موقفه الأخير. والموقف الأخير هو المحدد الرئيس لمعرفة الرجل، وكفى به منصة تعريف، لا تحتاج بعدها لأي سؤال آخر عن هذا الرجل الذي يمثل محطة من محطات النضال اليمني ضد أسوأ عصابة عرفها اليمنيون عبر تاريخهم.

عظمة الرجال من عظمة مواقفها، وهل الإنسان إلا موقف، وهل الإنسان إلا قضية. وبعظمة الموقف عرف اليمنيون جميعهم هذا البطل الذي أذلَّ عصابة الكهنوت بموقفه، فحشدت له ما حشد أبو جهل في غزوة بدر، حتى استطاعوا القضاء عليه جسدًا؛ لكنهم خلدوه روحًا باقية في ذاكرة النضال ووجدان الأمة، جنبًا إلى جنب مع كبار الشهداء اليمنيين الأحرار الذين قدموا أرواحهم فداءً لأوطانهم.

رحمَ الله شيخ الشهداء صالح حنتوس، رحلَ وقد قدم نفسه بأكثر من لقب: مصلحا اجتماعيًا، ومعلما تربويا، ومناضلا وطنيا. رحل وقد قدّمَ للأجيال درسًا عمليًا في الكرامة والنضال، وفي الثبات والموقف.

المصدر: المشهد اليمني و موقع كل يوم

٢٠-٠٨-٢٠٢٥


* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.