أخبار الرياضة وكرة القدم
القطاع الرياضي امامَ مشهدينِ متناقضين
يعيش القطاع الرياضي في لبنان على وقع مشهدين متناقضين، فمن جهةٍ نرى اتحاداتٍ وأنديةً ما زالت أسيرةَ الركود الإداري والعجز المالي وغياب الرؤية، تكتفي بالتصريحات والمظاهر، وتنتظر الدعم دون أن تُبادر إلى الإصلاح أو التطوير، ومن جهةٍ ثانية هناك من يُنجز بصمت، يكدّ ويخطط ويُشرف على إعداد جيلٍ رياضيٍّ واعدٍ، يُشرّف الوطن في المحافل العربية والآسيوية والدوليّة.
هذا الإنقسام في الأداء لم يأتِ صدفة، بل هو نتيجة حتمية لسنواتٍ من سوء الإدارة واللا محاسبة. فبين أندية تعاني من "الشلل الإداري" وإتحاداتٍ تنام على أمجادها، نجد مؤسساتٍ رياضيةً أخرى تحوّلت إلى نموذجٍ يُحتذى، حيث تُدار الأمور بعقلٍ حديثٍ وشفافيةٍ كاملة وإستثمارٍ في العنصر البشري.
المشهد الأول مؤلم لأنه يُظهر وجهاً من وجوه الإهمال الرياضي، منشآت مهجورة، بطولات غائبة، وجداولُ نشاطاتٍ تُكتب ولا تُنفّذ. والمشهد الثاني مُشرّف، لأنه يبرهن أن الإنجاز ممكن حين تتوافر الإرادة، وحين يُترك المجال لأصحاب الكفاءة لا أصحاب المصالح.
إن ما يحتاجه القطاع الرياضي اليوم هو قرارٌ جريء بإعادة التوازن بين هذين المشهدين، عبر تحريك الركود في نصف المنظومة وإعادة توجيه الدعم إلى حيث تُثمر الجهود، فليس مقبولاً أن تبقى بعض الأندية والإتحادات "أسماءً بلا فعل"، فيما يُكافح الآخرون في الميدان لرفع اسم الوطن.
في النهاية، لا يُقاس تطوّر الرياضة بعدد البيانات الصادرة، بل بعدد الميداليات والبرامج والمشاريع التي تُترجم واقعاً.
وبين مشهدٍ راكدٍ وآخرَ منجزٍ، نتمنى على وزارة الشباب والرياضة أن تضع يدها على كل إتحادٍ أو نادٍ غارقٍ في الإهمال، والجهات المعنية أن تختار إلى أيّ لبنانٍ رياضي تريد أن تنتمي، قبل أن تغرق في الطين. عبدو جدعون
المصدر: ملعب و موقع كل يوم
٢٦-١٠-٢٠٢٥
* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.
* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.