أخبار الرياضة وكرة القدم
نادر النَّجَّار... مدرِّب كرة قدم مفقود في "مصائد الموت"

تحول الرياضي الفلسطيني من مضمار الجري وملعب الكرة، إلى باحث عن لقمة العيش من مصائد الموت، في ظل حرب الإبادة والتجويع التي تنتهجها (إسرائيل) بحق أهالي قطاع غزة.
وبينما أصبحت اللقمة تُطارد قبل أن تصل إلى أفواه المجوعين، خرج نادر النجار، مدرب كرة القدم وأبٌ لستة أطفال، من خيمته الممزقة في منطقة المواصي غرب خان يونس، حاملاً وجع الحرب، وذاكرة بيتٍ سُوِّيَ بالأرض فوق أمه وثلاثٍ من شقيقاته.
لم يحمل نادر سلاحًا، ولا حتى كرةً كما اعتاد، حمل قلبه المكلوم ، قاصدًا ما يُسمّى مركز المساعدات الإنسانية غرب رفح، على أمل أن يعود ببعض الطحين والمعلبات إلى أطفاله الذين لم يشبعوا يومًا منذ بدأت هذه الحرب.
توقع نادر كونه رياضي، أن لياقته البدنية ستسعفه بالوصول إلى هدفه، في ظل وجود كم هائل من الناس، لكن رحلته كانت مليئة بالخطر، وسار في طريق تحفه قناصة الاحتلال وعيون القتل، لكنه كان مجبرا، في المرات السابقة عاد مُنهكًا، لكنه عاد، أما هذه المرة.. فلم يعد.
شُوهد للحظة فى الرابع والعشرين من شهر يونيو خلف حاجزٍ ترابي، قبل أن تفتح قوات الاحتلال نيرانا كثيفة على طالبي المساعدة، نيران لا تفرّق بين من جاء ليأكل ومن جاء ليدفن جوعه بصمت، ومنذ تلك اللحظة، صار نادر النجار اسما ضائعا بين قوائم الشهداء والمفقودين والأسرى.
تقول زوجته خلال حديثها لصحيفة "فلسطين": أن الشهادات متضاربة، فمن قال إنه دخل مركز المساعدات ومن ثم اختفى، ومن قال إنه شاهده بعد أن حصل على المساعدة، لكن أين هو الآن لا أحد يعرف، وأخباره مقطوعة".
هرولت عائلته المكلومة بين المستشفيات وثلاجات الموتى، طرقوا أبواب الصليب الأحمر ومؤسسات حقوق الإنسان، فلم يجدوا له أثرًا، لا في الحياة ولا في الموت، حتى المؤسسات الدولية اعترفت بالعجز، لا يوجد في السجون المركزية، وربما يكون في واحدٍ من معسكرات جيش الاحتلال حيث يُخفى المعتقل عن الضوء، وتُطوى الأسماء في ملفات مغلقة حتى إشعارٍ آخر.
وأضافت زوجته:" ما نريده حاليا، هو معرفة مصيره فقط، أين هو في باطن الأرض أم فوقها، لا ننام الليل ونحن نفكر بذلك، وجع الفقد أصعب بكثير من خبر الاستشهاد، نتمنى عودته لنا قريبا".
وأكدت زوجته، أن وضع العائلة يزداد صعوبة، في ظل عدم وجود معيل لها، وأطفاله ينتظرون والدهم كل يوم، على أمل رؤيته بينهم جديد، يمسح دموعهم ويخفف عنهم وجع بطونهم.
نادر النجار، الذي قضى عمره خلف خطوط الملاعب، يُدرب فرقًا فلسطينية تعاني مثل شعبها، لعب في صفوف شباب جباليا واتحاد خان يونس والمشتل ونماء، انتهى به المطاف أسيرًا أو شهيدًا، لكن متى يأتي الخبر اليقين؟ هذا ما تريد أن تعرفه عائلته.
المصدر: فلسطين أون لاين و موقع كل يوم
١٤-٠٨-٢٠٢٥
* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.
* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.